تعيش مختلف جهات ولاية أريانة منذ بداية شهر جويلية، على وقع الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي والماء الصالح للشرب، دون سابق إعلام أو تنبيه للمتساكنين من قبل الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه أو الشركة التونسية للكهرباء والغاز، وذلك تزامنا مع موجة الحر الشديد التي تشهدها البلاد.
ولا تتعلق انقطاعات الماء الصالح للشرب، حسب عدد من المتساكنين، بالقرار الذي كانت اتخذته الشركة بقطع الماء بداية من الساعة التاسعة صباحا إلى غاية الساعة الخامسة صباحا، بل تحول الأمر إلى قطع عشوائي في كل الأوقات، يمتد أحيانا إلى أكثر من 12 ساعة خاصة بجهة رواد.
كما أثر ضعف تدفق المياه، على الأحياء الكائنة بمناطق مرتفعة بجهات قلعة الأندلس وسيدي ثابت وسكرة ورواد ورياض الأندلس والمنيهلة وحي التضامن، الى جانب الشقق المتواجد بالطوابق العليا للعمارات.
وعبر الأهالي عن تذمرهم مما اعتبروه “تجاهل الشركتين لاستفساراتهم وعدم الرد على أرقام الهاتف الموضوعة على ذمة الحرفاء”، مطالبين شركة “الصوناد” بوضع جدول زمني محدد لقطع الماء تلتزم به الشركة ولا يؤثر على مصالح الناس، خاصة في فصل الصيف الذي تشتد فيه الحاجة إلى المياه.
من جهة أخرى، تتعالى شكاوي المواطنين من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي دون سابق إعلام أو تفسير، مطالبين شركة “الستاغ” بتحمل مسؤولياتها في الأضرار التي تسببت في تلف الأجهزة المنزلية على غرار الثلاجات والمكيفات وأجهزة التلفاز، بسبب تذبذب قوة التيار التي تتراوح بين 110 و 130 فولت.
وفي هذا السياق، أكد الناشط بالمجتمع المدني برياض الأندلس بسام الجمل ل (وات)، أن التيار الكهربائي ينقطع أحيانا لمدة عشر ساعات في ذروة موسم الصيف، وفي الوقت الذي يحتاج فيه الموطنون أكثر من اي وقت آخر إلى التيار الكهربائي.
ورجح أن المعضلة “تتعلق بعدم ملاءمة الشبكة الكهربائية للانفجار العمراني الذي يشهده الحي، ومئات البنايات التي وقع تشييدها ومنح الرخص لطالبيها بطرق غير مدروسة، لم تأخذ بعين الاعتبار حاجياتها على مستويات البنية التحتية والتجهيزات الجماعية والتزويد بشبكات الماء الصالح للشرب والكهرباء”.
وكانت الشركة التونسية للكهرباء والغاز أعربت في بيان سابق لها، عن أسفها “لحدوث مثل هذه الاضطرابات المزعجة”، مشيرة إلى أن ارتفاع درجات الحرارة الإسثنائية أثرت على مستوى توزيع للكهرباء واضطرتها إلى اللجوء للقطع الجزئي للأحمال، للحفاظ على سلامة المنظومة الكهربائية.