قال رئيس الجمهورية، مساء اليوم السبت، في كلمة القاها بمناسبة الاحتفال بيوم العلم، “على من يدعو الى المساواة في مجالات أخرى، أن يتذكر المساواة في جوهرها، وفي مقاصدها، ويفكر في العدل في مجال التعليم.”
وشدد سعيد في هذا الصدد، على ان التعليم حق للجميع على قدم المساواة “كما الماء والهواء”، وواجب على المجموعة الوطنية ان توفره دون اي حيف او تمييز، وان الديموقراطية مكلفة بان تضمن للأفراد الحرية كما ضمنت لهم الحياة، لان الحرية لا تستقيم مع الجهل ولا تعايش الغباء ولأن الدعامة الصحيحة للحرية التعليم الذي يشيع في نفوس الافراد الشعور المدني المتمثل في التضامن الاجتماعي الذي يجعلهم حريصين على حقوق نظرائهم.
ولفت إلى انه يجب التوقف عند من لم يجد سبيله الى النجاح والتفوق خلال السنة الدراسية الماضية، إذ ليس من قبيل الصدفة ان تكون نسب النجاح مرتفعة في جهات، وضعيفة في جهات أخرى، نتيجة للفقر والبؤس والحرمان وطول المسافات الفاصلة بين المسكن والمؤسسات التعليمية، مذكرا بالحادثة الاليمة التي جدت في احد ارياف الشمال الغربي والتي راحت ضحيتها طفلة بصدد توجهها الى المدرسة.
واعتبر انه لا مبرر للدولة للتقصير في هذا المجال، لأنه سيعد تقصيرا تجاه حقوق الانسان وكل القوانين بما في ذلك الدستور، قائلا” انه حينما يقوم التعليم في مرحلتيه الابتدائية والاعدادية على وجه الخصوص على فكرة الحرية، وعلى القيم التي يستبطنها اغلب افراد المجتمع فإن ذلك سيكون السد المنيع امام اي فكر متطرف، و الإرهاب”.
واعتبر رئيس الجمهورية ان التصدي الحقيقي للظواهر المذكورة التي تفتك بالمجتمعات يتمثل في إرساء التعليم على المبادئ الاساسية الاولى للفلسفة والحرية والعمل والأخلاق، التي من شانها ان تحصن المجتمع والأفراد من اي زيغ، او محاولة “للذهاب به الى متاهات الجنون والمعتوهين الذين يحاولون يائسين ضرب الدولة وقيم المجتمع”.
وأضاف انه ليس من المغالاة في شيء ان تتم المطالبة بمراجعة البرامج للمرحلة الابتدائية لادماج المبادئ الاساسية للتفكير والفلسفة، لأنه من الفكر تنشا العلوم، مجددا ان السلطة يجب ان تكون في خدمة العلم، ولا يجب ان تكون العلوم وخاصة تلك التي توصف بالإنسانية خدمة للسلطة ذاتها اعدادا مبطنا لجيل جديد من الناخبين، مضيفا القول ” فكم من بلاد تحول فيها التعليم الى حارس للنظام اشد واقوى من قوات منظمة ومسلحة”.
وثمن سعيد مجهودات جميع الأطراف التي حرصت على انجاح السنة الدراسية رغم توقف الدروس نتيجة لانتشار جائحة كوفيد-19، وفرض الحجر الصحي الشامل، والحرص على انجاح الامتحانات، معتبرا ان الواجب اقتضى ان تكون التهاني مضاعفة لهؤلاء الناجحين، وللذين عملوا دون انقطاع وساهوا في انقاذ الموسم الدراسي بوزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي من مدرسين وإداريين، واطارات طبيبة وشبه طبية، وعملة، بعزيمة صلبة وإرادة حقيقة، وواجهوا كل العقبات بإيمان عميق بالواجب، مؤكدا ان التاريخ سيحفظ لهم ما قدموه من جهد كلل بالنجاح والانتصار.