استعاد الرئيس التونسي قيس سعيد اليوم الخميس في بروكسل مقولة الرئيس الفرنسي الراحل شارل ديغول بشأن ما إذا كان يعتزم التأسيس لديكتاتورية عقب إعلانه التدابير الاستثنائية منذ 25 يوليو (تموز) الماضي.
ورداً على سؤال أمام مقر القمة الأوروبية الأفريقية حول اتهام المعارضة له في تونس بالانحراف إلى الديكتاتورية، رد الرئيس سعيد “مثلما قال الجنرال ديغول يوماً ليس في هذا السن سأبدأ مسيرة ديكتاتور”.
وتعود المقولة إلى عقد الخمسينات حينما رد ديغول العائد إلى السلطة عام 1959 على أنقاض الجمهورية الرابعة (البرلمانية) على سؤال الفقيه الدستوري موريس ديفرجيه حول نواياه من الترتيب لديكتاتورية عقب الفوضى السياسية التي اغرقت فرنسا خلال الجمهورية الرابعة.
ومثلما تأسست الجمهورية الخامسة في فرنسا مع ديغول، يستعد الرئيس قيس سعيد لعرض إصلاحات سياسية هذا العام في استفتاء شعبي بعد تجميده البرلمان وتعليقه العمل بمعظم مواد الدستور وإيقافه لهيئات دستورية، بدعوى التصدي للفساد والفوضى في مؤسسات الدولة وتصحيح الثورة.
لكن يواجه سعيد بانتقادات من خصومه في المعارضة بالانقلاب على الدستور واحتكار السلطات وإجهاض الانتقال الديمقراطي الذي بدأ منذ 2011 بعد سقوط الحكم الاستبدادي للرئيس الراحل زين العابدين بن علي إثر انتفاضة شعبية.
وقال سعيد اليوم في بروكسل حيث يشارك في القمة الأوروبية الأفريقية في دورتها السادسة، إن العالم يحتاج إلى أفكار وتصورات جديدة من بينها منح دور أكبر للمجتمع المدني حتى يكون فاعلاً سياسياً على عكس تعريفات جرامشي وهيجل وغيرهما من الفلاسفة.
وأضاف سعيد في تصريحاته “العالم دخل حقبة جديدة في التاريخ. لنكن على موعد مع هذا التاريخ الجديد”.