استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد صباح الاثنين 13 جانفي 2020 بقصر قرطاج وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، لويدجي دي مايو”Luigi Di Maio”.وذكّر رئيس الدولة في مستهلّ اللقاء بالعلاقات التاريخية العريقة بين تونس وإيطاليا وبالقواسم المشتركة التي تجمع الشعبين الصديقين ونوّه بمستوى التعاون المتميز بين البلدين في شتى المجالات لا سيما منها الاقتصادية والمالية.
كما أكّد التزام تونس بتدعيم علاقاتها مع إيطاليا.وعبّر رئيس الجمهورية عن شكره لمواقف إيطاليا الداعمة لتونس في مسارها الديمقراطي ومساندتها لجهود التنمية في مختلف مناطق الجمهورية ومكافحة الإرهاب والتصدّي للجريمة المنظمة والهجرة غير النظامية. وأبرز اهتمام تونس بموضوع الشباب باعتباره عاملا أساسيا في خلق الثروة وتحقيق التوازن في المجتمع، مؤكدا أنّ مشاريع التعاون بين البلدين يجب أن تعطى فيها الأولوية للشباب لتحقيق الاستقرار والتنمية في ضفتي المتوسط.
ورحّب رئيس الجمهورية بالدعوة الموجهة إليه من الرئيس الإيطالي “سارجيو ماتاريلا” لزيارة روما وأكّد استعداده لتلبيتها في أقرب الآجال.من ناحية أخرى، تطرّق رئيس الجمهورية إلى المسألة الليبية وجدّد موقف تونس الداعي إلى إيجاد حلّ سريع للأزمة من خلال حوار ليبي ليبي شامل وفي إطار احترام الشرعية الدولية، مثمنا في هذا الإطار وقف إطلاق النار الذي تمّ إقراره يوم أمس.وشدّد رئيس الدولة على التزام تونس بمواصلة لعب دور إيجابي لتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف الليبية بما يحقّق الاستقرار في هذا البلد الشقيق.
وأكّد أنّ استمرار الوضع الحالي لا يخدم الاستقرار في المنطقة ولا مصالح الدول الصديقة وهو ما يستدعي مواصلة التنسيق والتشاور لإيجاد حلّ نهائي للأزمة الراهنة. من جانبه، أكّد وزير الخارجية الإيطالي على مكانة تونس على الصعيد الدولي وعلى دورها المحوري في حلّ الأزمة الليبية وثمّن موقف تونس ومبادرة رئيس الدولة في جمع ممثلي القبائل والمجتمع المدني الليبي في تونس، مبينا أنّه لا يمكن دعم الاستقرار في ليبيا دون تشريك دول الجوار ومن بينها تونس.
وأكّد في هذا السياق، أيضا، على ضرورة تشريك تونس في مؤتمر برلين حول ليبيا وفي كلّ المساعي والمشاورات الرامية إلى حلّ هذه الأزمة.وشدّد المسؤول الإيطالي على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية وتنمية الشراكة القائمة بين تونس وإيطاليا مؤكدا على أهمية الشباب كعنصر أساسي في المشاريع المستقبلية بين البلدين.وأضاف، في هذا الإطار، أنّه تمّ إعداد مشاريع تعاون لدعم الاستثمار وخلق مواطن شغل للشباب خاصة في مجال التكنولوجيا والابتكار، معربا عزم إيطاليا على تعزيز المبادرات التي من شأنها أن تدعم علاقات الشراكة والصداقة القائمة بين البلدين. كما مثّل هذا اللقاء مناسبة لتجديد التهنئة لرئيس الدولة بفوزه في الانتخابات الرئاسية وتثمين مسار الانتقال الديمقراطي في تونس.