في تحول مثير للاهتمام، لا يستبعد الأوروبيون تواجدا عسكريا أوروبيا في ليبيا، إذا تكللت مساعي برلين والأمم المتحدة في ترسيخ وقف إطلاق النار وتوجه أطراف الصراع إلى طاولة مفاوضات برعاية دولية.
قبيل مؤتمر ليبيا الأحد في برلين تحدد الدول الفاعلة في الأزمة الليبية مواقفها. فالأمر يتعلق بالسلام وبالسلاح وباللاجئين وبالثروات الطبيعية مثل الغاز، وهذا ما يدفع الأوروبيين للتفكير بتواجد عسكري في ليبيا. وبفترة وجيزة قبل انطلاق مؤتمر برلين حول ليبيا الأحد المقبل، طرح مفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل فكرة تولي الاتحاد الأوروبي مهمة عسكرية في ليبيا.
بوريل لا يستبعد قيام الاتحاد الأوروبي بمهمة عسكرية إلى ليبيا. فقد صرح في مقابلة مع مجلة “دير شبيغل” الألمانية اليوم الجمعة (17 كانون ثاني/يناير): “إذا حدث وقف لإطلاق النار في ليبيا، سيتعين على الاتحاد الأوروبي أن يكون مستعدا للمساعدة في تطبيق ومراقبة وقف إطلاق النار – وربما أيضا بجنود”.
وعلى الفور، أعلنت اليونان استعدادها للمشاركة في مهمة عسكرية أوروبية في ليبيا، رغم انتقاد أثينا لحقيقة أنها لم يتم دعوتها لحضور المؤتمر المذكور. ويبدو أن اليونان عاقدة العزم لمواجهة زيادة النفوذ التركي في ليبيا، فقد عبر رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميستوتاكيس في اتصال هاتفي الجمعة مع المستشارة الألمانية ميركل عن بالغ قلق بلاده من النشاط التركي “المزعزع للاستقرار” في ليبيا، حسب تعبير الزعيم اليوناني.
وأضاف بوريل: “هذا من المحتمل أن يكون نبأ جيدا للغاية للمواطنين في ليبيا، لكنه ليس بالضرورة تأكيد على النفوذ الكبير للاتحاد الأوروبي”، مطالبا الأوروبيين بتطبيق حظر توريد الأسلحة لليبيا، موضحا أن هذا الأمر غير فعال حاليا بسبب عدم تولي أحد زمام المراقبة.
DW