قد يبدو العنوان اشبه بمغامرة في القول مفتوحة على ابواب من التاويل الاخلاقوي حد التجني على مسارات متراكبة منذ اكثر من قرن من الزمن ….
والحقيقة ان البحث في تشخيص الواقع التنموي المركب في الجهة يجرنا حتما الى ان نسوق بعض الملاحظات اللافتة للانتباه ..
اولها هذه المفارقة بين تجذر النضال من اجل الحرية والكرامة في سليانة منذ الاستعمار الفرنسي وحتى قبله …وقد عرفت سليانة بانها احدى قلاع المقاومة والمعارضة في تونس تحولت بمقتصاها ايقونة في النظال لعل اخرها رمزية صورة هجرة المتساكنين ديارهم احتجاجا على ما تعرضوا له من تهميش وقمع في احداث الرش …
مقابل هذا التجذر في النظال السياسي والنقابي والثقافي تظل سليانة مهمشة تعطي ولا تاخذ نصيبها المستحق ..تقترح ولا تنجز الا النزر القليل …مما جعل التنمية منشودا تكسرت على صخوره احلام ابناء الجهة كلما حاولوا خوض غمار التجربة ..
هذه المفارقة الموجعة بين جهة تعطي وتفتح ابواب التنمية الشاملة في حراك لا يهدا من ناحية وعجز عن التطور او تطوير ذااتها من ناحية اخرى تعددت اسبابها ..
وان كان البعض يحمل المركز وجع هذه المفارقة فان البعض الاخر يرى ان الجهة هي المسؤولة عن وجعها بدرجة اولى …اذ لا يستطيع المركز حل شفرة هذا التهميش اذا لم تنجح الجهة في صياغة ذاتها وكيانها الذي عليها تحقيقه …قد نلوم اصحاب القرار التنفيذي بالجهة وهذا حق مشروع لا جدال حوله …ولكن علينا ان نسال انفسنا عن مدى تقصيرنا نحن…
ثمة حلقة مفقودة بين المركز والجهة من ناحية ….وحلقة مفقودة بين المواطنين المتساكنين من ناحية اخرى …مما يجعل الجهة شتاتا ينهش بعضه البعض في بعض الحالات …
اننا نعتقد ان الجهة مدعوة في هذا الوضع الصعب الى ان تجمع شتاتها وتنتظم حول رؤيا استراتيجية جامعة تكون خارظة طريق تشارك في صياغتها كل الاطراف المتداخلة من احزاب ومنظمات وجمعيات ومواطنين وسلطة تنفيذية في سياق المقاربة المركزية …وقد سبق ان انجز مشروع المخطط 2016 و2020 في هذا الاطار العام …ويمكن الاستفادة منه ومن غيره من المقترحات وهي كثيرة …