أعلنت حركة التحرير الوطني “فتح”، الثلاثاء، وفاة القيادي البارز صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وكبير المفاوضين الفلسطينيين.
وجاءت وفاة عريقات (65 عاما)، بعد تشخيص إصابته بفيروس كورونا في الثامن من الشهر الماضي.
وقال مستشفى “هداسا عين كارم”، الإسرائيلي، في تصريح مكتوب حصلت وكالة الأناضول على نسخة منه “توفي السيد صائب عريقات في وحدة العناية المركزة بالمستشفى”.
وأضافت المتحدثة بلسان المستشفى هدار ألبويم “كان السيد عريقات الذي تم نقله إلى المستشفى قبل ثلاثة أسابيع يوم الأحد 18 أكتوبر/ تشرين الأول، قد زرع الرئة، وأصيب بفيروس كورونا، وعولج في منزله في أريحا، ووصل إلى المستشفى في حالة حرجة، مما تطلب تهوية فورية وعلاجات إنعاش”.
وتابعت “خلال فترة إقامته في المستشفى، تلقى علاجات مكثفة شملت جهاز إنعاش الرئة (ECMO) والعلاجات الدوائية التي قدمها كبار المتخصصين في هداسا”.
وأكملت ألبويم “لسوء الحظ ، لم تتحسن حالته، وظلت حالته حرجة، وتوفي بعد فشل أعضاء متعددة”.
ونعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الحكومة، محمد اشتية، عريقات، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”.
وأعلن عباس “الحداد بتنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام”.
وقال عباس في بيان، وصل وكالة الأناضول “ينعى رئيس دولة فلسطين محمود عباس، باسمه وباسم القيادة الفلسطينية والحكومة، إلى جماهير شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية، والأصدقاء في العالم، القائد الوطني الكبير، وشهيد فلسطين، الدكتور صائب عريقات”.
وأضاف “إن رحيل الأخ والصديق، المناضل الكبير الدكتور صائب عريقات، يمثل خسارة كبيرة لفلسطين ولأبناء شعبنا، وإننا لنشعر بالحزن العميق لفقدانه، خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة التي تواجهها القضية الفلسطينية”.
وسبق إصابة القيادي الفلسطيني، بـ”كورونا”، تعرضه لمرض نادر، استدعى زراعة رئتين له، في عملية أجريت بالولايات المتحدة، عام 2017.
ونعى قادة ومسؤولون، عريقات، عبر بيانات واتصالات مباشرة مع الرئيس الفلسطيني.
وتلقى “عباس” اتصالا هاتفيا من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، معزيا بوفاة “عريقات”.
وأشاد العاهل الأردني خلال الاتصال بمناقب الفقيد، ومواقفه الوطنية لخدمة قضيته الفلسطينية العادلة.
ونعت وزارة الخارجية المصرية، “عريقات”، وقالت في بيان “لقد فقدت القضية الفلسطينية والعالم العربي بأسره مناضلاً ثابتًا لا يتزعزع، قضيته وأهدافه واضحة ومشروعة، أفنى عمره في الدفاع مُخلصاً عنها بشتى الوسائل الدبلوماسية والتفاوضية”.
وهاتف نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الرئيس الفلسطيني معزيا.
وأشاد “آل ثاني”، خلال الاتصال الهاتفي بمناقب الفقيد، ومواقفه الوطنية لخدمة قضيته الفلسطينية العادلة.
بدوه هاتف رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، الرئيس عباس، معزيا بوفاة عريقات.
وأشاد هنية بمناقب الفقيد، و”مواقفه الوطنية في الدفاع عن حقوق شعبه وقضيته العادلة”.
بدوره، قدم المبعوث الأممي لعملية السلام نيكولاي ملادينوف، التعازي بوفاة عريقات.
وكتب في تغريدة على تويتر مخاطبا عريقات “بقيتَ مقتنعا بأن إسرائيل وفلسطين يمكنها العيش بسلام، ولم تتخلى عن المفاوضات، ارقد بسلام”.
وولد عريقات في 28 أبريل/نيسان عام 1955 في بلدة أبو ديس، شرقي القدس المحتلة، وسافر إلى الولايات المتحدة، في سن السابعة عشر، وأقام هناك مع والده فترة طويلة.
وفي عام 1982 حصل على شهادة الدكتوراه في دراسات السلام من جامعة برادفورد البريطانية.
وبزغ نجم عريقات في عالم السياسة، حينما ظهر مرتديا الكوفية الفلسطينية، خلال عضويته لوفد المفاوضات الفلسطيني في مؤتمر مدريد للسلام، عام 1991.
وشارك في مباحثات واشنطن خلال عامي 1992 و1993، وعُيِّن رئيساً للوفد الفلسطيني المفاوض عام 1994.
وكان عريقات، أول وزير للحكم المحلي في أول حكومة تشكلها السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس الراحل ياسر عرفات.
وفي 1995، حمل لقب “كبير المفاوضين الفلسطينيين”، وانتخب لعضوية المجلس التشريعي الفلسطيني في جولتي الانتخابات اللتين عقدتا عامي 1996 و2006.
وعرف عن عريقات بأنه أحد المقربين من الزعيم الراحل ياسر عرفات (1929- 2004)، وخاصة إبان اجتماعات كامب ديفيد عام 2000 والمفاوضات التي أعقبتها في مدينة طابا المصرية عام 2001.
في عام 2009، انتخب عضواً باللجنة المركزية في حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، وهي أعلى هيئة قيادية في الحركة، ثم اختير بالتوافق في نهاية 2009 عضواً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ومنذ 2003، وحتى وفاته، ترأس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية.
الأناضول