يحيي الشعبان التونسي والجزائري، الاثنين 8 فيفري، الذكرى 63 لأحداث ساقية سيدي يوسف المجيدة (8 فيفري 1958)، يوم امتزج الدّم التّونسي بالدّم الجزائري في تجسيد صريح لعمق الروابط التاريخية بين الشعبين والمساندة التي قدمها الشعب التونسي للشعب الجزائري خلال ثورته المسلّحة لنيل استقلاله.
قصف فرنسي بحُجّة ملاحقة عناصر جيش التحرير الجزائري داخل التّراب التّونسي أسفر عن استشهاد 79 شخصًا من بينهم 20 طفلًا أغلبهم من تلاميذ المدرسة الابتدائية و11 امرأةً و جرح 130 شخصًا.
تأتي الاحتفالات هذا العام في ظلّ ظروف استثنائية ناجمة عن جائحة فيروس كورونا المستجد، حيث ستقتصر على تنظيم حفل على شرف الوفد الجزائري بمقر بلدية ساقية سيدي يوسف وتلاوة فاتحة الكتاب ترحمًا على أرواح الشهداء الأبرياء، وزيارة عدد من عائلات ضحايا الحادثة.
مساعدات طبيّة
قررت الحكومة الجزائرية تقديم مساعدات طبية لفائدة متساكني معتمدية ساقية سيدي يوسف (على الحدود التونسية الجزائرية) في شكل تجهيزات طبية للعاملين في القطاع الصحي بالجهة، وتجهيزات مختلفة تتضمن 60 ألف كمامة وأقنعة واقية و60 ألف قفاز طبي، إضافةً إلى 5000 علبة تعقيم سيتم تقديمها للسلطات البلدية لتوزيعها على المستحقين في مختلف المجالات.
ومن المنتظر أن تصل هذه المساعدات، وفق نفس المصدر، إلى الساقية عشية الأحد 7 فيفري، لتوزّع على المؤسسات التربوية والصحية والأمنية وعلى بعض الجمعيات، التي ستتولى بدورها توزيعها على ضعاف الحال من مواطني المعتمدية.
تاريخ مشترك
أحداث ساقية سيدي يوسف هي جريمة حرب بشعة استعملت فيها فرنسا أسلحة محظورةً دوليًّا أسقطتها على إحدى المدارس على رؤوس أطفال أبرياء، والغاية كانت قطع جميع أواصر التّرابط بين الشعبين التّونسي والجزائري وقطع دعم التّونسيين لأشقائهم الجزائريين في ثورتهم المسلحة لنيل الاستقلال.
حسابات فرنسا بهذا القصف الهمجي سقطت في الماء، حيث لم يؤثر الاستعمار بغارته تلك على أواصر الأخوة والمصير المشترك بين الشعبين بل جسد التضامن أكثر فأكثر بعد إعداد جبهة الدفاع المشترك للائحة تاريخية، صادقت عليها في ذلك الوقت تشكيلات سياسية ممثلة في جبهة التحرير الوطني وحزب الاستقلال المغربي والحزب الدستوري التونسي خلال أشغال ندوة تم عقدها بمدينة طنجة المغربية من 27 إلى 29 أفريل 1958 وتُوّجت ببيان مشترك يؤكد دعم تونس والمغرب للثورة الجزائرية.