أثارت مسألة إلغاء الصيام من عدمه زمن كورونا لغطا وجدلا واسعين في صفوف أغلب مسلمي العالم العربي بما في ذلك التونسيين.
ومع اقتراب شهر رمضان الكريم، تعدّدت التساؤلات حول ما إذا كان الصيام سيؤثّر على صحة البدن ومناعته بما قد يحعله طريدة سهلة لعدوى فيروس كورونا. وأمام خطورة هذا الفيروس دعا البعض الى ضرورة الإفتاء بالافطار الجماعي حفاظا على حياة الاشخاص في حين رأى البعض الاخر ان الصيام يساهم في تقوية المناعة… بعض دور الافتاء العربية ومن بينها تونس تفاعلت مع هذه التساؤلات وأجمعت تقريبا على ضرورة الصيام مع مراعاة بعض الاستثناءات.
مفتي الجمهورية التونسية عثمان بطيخ كشف أمس في تصريح لجريدة “الشروق” أنه يجب معاملة المصاب بفيروس كورونا معاملة المريض بأي مرض ينهك الجسد ويستوجب علاجا وأن قرار صومه من عدمه بيد الطبيب وليس بيد المفتي مضيفا أنه “لا داعي لان يفطر شخص غير مصاب وليست لديه امراض”.
وأشار بطيخ الى انه سيتم التعامل مع وباء كورونا بصفة فردية وليس بصفة جماعية ملاحظا أن الحالة الصحية للصائم هي التي تفرض الإفطار من عدمه.
أما في مصر فقد فصل علماء الأزهر في الموضوع، بعد الرجوع إلى منظمة الصحة العالمية للاستفسار عن شرب الماء والغرغرة، وإن كانا يقيان من الإصابة بفيروس كورونا. وقد كانت الإجابة بأن الماء وإن كان مهما لرطوبة الجسم لا يقي من الفيروس وانه لم يثبت أن الغرغرة بدورها تقي منه.لذلك افتى علماء الازهر بأنه لا يجوز إفطار المسلمين، ويسمح بالمضمضة دون وصول شيء من الماء للحلق مؤكدين أنه لا يجوز إفطار رمضان بسبب كورونا.. مثلما حسم مفتي الديار المصرية شوقي علام الجدل بعد لقائه لجنة طبية متخصصة بفيروس كورونا مشيرا الى أن جميعهم أكدوا أن التصدي للفيروس يحتاج لتقوية المناعة والى انه اذا طلب الاطباء من المصابين به أن يتناولوا السوائل باستمرار فلابد ان ينصاعوا لأوامرهم.
أما السعودية فلا تزال تنتظر فتوى من مجلس الإفتاء، حول جواز إفطار شهر رمضان من عدمه باعتبار أن وباء كورونا عالمي وأنه قد يستمر لأكثر من عام. خاصة مع اقتراب شهر رمضان، وتداول معلومات تفيد بعدم ترك الحلق جافا طيلة اليوم وانه يجب الإكثار من شرب الماء الدافء لمنع دخول فيروس كورونا إلى الرئتين وتكاثره. وفي الجزائر أصدر المجلس الإسلامي الأعلى بيانا اليوم الثلاثاء بعد تداول فتوى تجيز إفطار رمضان جاء فيه “الفتوى من اختصاص هيئة الفتوى التي تضطلع بها فقها وقانونا”قبل ان يضيف “المؤسسة المسؤولة عن الإفتاء أعدت لها هيئة مؤلفة من علماء وفقهاء بمن فيهم بعض أعضاء المجلس الإسلامي الأعلى الذي يدعو إلى تجنب التشويش على عقل المواطن واستقراره وأن تبقى الفتوى في النوازل من اختصاص الهيئة المذكورة التي تضطلع بها فقها وقانونا”.
من جهتها أكدت اللجنة الوزارية للفتوى بالجزائر في بلاغ صادر عنها اليوم أن شهر رمضان فرصة للتقرب إلى الله بشتى الطاعات كالصلاة والصيام وفعل الخير دون أن تتطرق لمسألة الغاء الصيام من عدمه.
وفي فلسطين، نفى الناطق الإعلامي باسم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية عادل الهور ما تتناقل مواقع التواصل الاجتماعي حول إلغاء صوم رمضان لهذا العام، مشيراً إلى أن تلك المعلومات مجرد “تكهنات” سببها القرار السعودي الصادم بإلغاء موسم الحج والى ان الناس افترضوا أن ذلك القرار سينعكس على رمضان أيضاً. وأوضح أن الصوم فريضة مستمرة، وانه قد تقع رخص لبعض الأشخاص بسبب المرض أو السفر، وانها رخص شرعية للأفراد، وليست لعموم الجماعات بسبب وباء أو غير وباء مضيفا” ما يتم الحديث عنه هو استمرار إغلاق المساجد أو فتحها أمام الجموع خلال شهر رمضان فقط”.
الشارع المغاربي