قال الباحث واستاذ الاقتصاد الكمي بالجامعة التونسية، مكرم منتصر، ان تونس، لو لم تطبق الحجر الصحي الشامل لبلغت ذروة الاصابات بفيروس كورونا المستجد خلال شهر جويلية 2020 وتجاوز عدد المصابين 7 مليون شخص.
واضاف الباحث في ورقة علمية حلل من خلالها الوضع الوبائي في تونس الى حدود 23 افريل 2020، ان تونس قد تمكنت بفضل التمشي الذي اتخدته، من انقاذ ما يزيد عن 2000 شخص كان يمكن ان يفارقوا الحياة بسبب كوفيد 19
ورغم هذه النتائج الايجابية في الحد من انتشار الفيروس وانقاذ الالاف من الارواح، فقد اعتبر الباحث انه من السابق لاوانه اعلان الانتصار على هذا الوباء المرشح للانتشار من جديد خلال الفترة القادمة.
وبين ان مختلف تقنيات المحاكاة التي استخدمها في هذه الورقة العلمية والتي تم فيها الاخذ بعين الاعتبار التمديد في الحجر الشامل الى حدود 10 ماي والانطلاق في تطبيق الحجر الموجه بداية من 11 ماي، تشير الى هشاشة الوضع والى امكانية انتشار كبير للوباء بكيفية من شانها ان تضعف المنظومة الصحية ويمكن ان تكلف البلد عديد الارواح البشرية.
واوضح منتصر ان التحليل المعتمد قد ابرز نجاعة السياسات التي تم اتخاذها الى حد الان من اجل تلافي انهيار المنظومة الصحية في البلاد التي تعاني اصلا من صعوبات اقتصادية كبيرة منذ سنة 2011 بالاضافة الى العديد من الفوارق بين الفئات الاجتماعية وبين المناطق.
وقال ان الحكومة التونسية تجد نفسها اليوم امام رهان كبير يتمثل في ايجاد توازن معقول بين مواصلة اجراءات التباعد الاجتماعي من جهة واستئناف النشاط الاقتصادي وحمايته من الانهيار من جهة اخرى.
وخلص الباحث في هذه الورقة العلمية التي اعتمد فيها تقنيات تحليل ومحاكاة علمية، الى ان التباعد الاجتماعي يبقى الخيار الوحيد امام السلطات التونسية لتلافي انهيار المنظومة الصحية للبلاد واقترح اعتماد الحجر الصحي الشامل بصفة متقطعة لاستباق انتشار الوباء داعيا الى استغلال هذه الجائحة في مراجعة مقومات منظومة الانتاج في البلاد من خلال التسريع برقمنة الادارة والدفع نحو بروز مهن وانشطة اقتصادية جديدة تتلاءم مع سياسة التباعد الاجتماعي التي تبدو الى حد الان انها السبيل الوحيد للحد من انتشار هذا الفيروس.