ليس كلامنا على مركزية السياحة البديلة في سليانة مجرد شعارنرفعه ولا وهما نتسلى به لحظة البحث عن الحلاص التنموي المستدام بالجهة القادر على المنافسة حاضرا وخصوصا على المستويين المتوسط والبعيد ……
.بل نراه واقعا موضوعيا وصلنا اليه من خلال مقاربتنا التشاركية مع جميع الاطراف المتداخلة محليا وجهويا ووطنيا تعضدنا فيه مصادر التمويل الدولية خاصة …
وكلامنا هذا واقع ملموس تثبته شبكة من المشاريع السياحية المحلية الصغرى في سليانة الحنوبية وبرقو وكسرى وغيرها من محليات الجهة …وهي مشاريع راهنت على تاسيس سياحة مركبة تتقاطع فيها انماط مختلفة من المشاريع السياحية المعروفة عالميا …
ولكنها لا تقف عند هذا الحد بل تسعى اساسا الى ابداع انماط جديدة من السياحة تضمن ربح الرهان التنافسي وطنيا وتطمح الى ما هو ارحب …
ببساطة انطلقنا من السؤال التالي …كيف تؤسس سليانة سياحة بديلة تجعل منها قطبا سياحيا نموذجيا باعتبار ثراء مخزونها المادي واللامادي المميز ..
وقد جرنا هذا السؤال الى مقاربة اسئلة اخرى …اوصلتنا الى تحديد المصطلحات والمشاريع .في مقاربة تشاركية مع الاطراف المتداخلة تبدا من المواطن وصولا الى السلطة ومصادر التمويل ….
وتشكلت بالتالي مفومات السياحة البديلة بالجهة نذكر منها اهمها …
ليست السياحة البديلة سياحة تكميلية . للسياحة الساحلية التقليدية بل هي بالاساس منظور جديد للسياحة في تونس تركز على التنمية المستدامة …اي حق الاجيال القادمة في بيئة سليمة ….مما يعني اعتبار الاضرار بهذا الحق خطا احمر …ومما يعني رفض المشاريع التي تضر بالبيئة وتقتل استدامة التنمية …وهذا يعني ان المتساكنين المحليين هم اصحاب القرار كما بقية المتداخلين وهم المستفيدون اساسا بتلكم المشاريع ….وهذا يعني بدوره الانطلاق من المحلي نواة تنموية مواطنية ….
ويمكن ان نذكر سؤالا نموذجيا يختزل هده المقاربة …
كيف يمكن ان نستثمر مغارة عين الذهب ببلدية سيدي مرشد …..وهي من اجمل مغارات العالم تسيل لعاب كل المستثمرين وكادت تنقرض لولا الثورة …
باختصار عشنا مقاربة بل مشروعا تنمويا مستداما منذ 2011 …..وخلاصته استثمار هذا المخزون المحلي من اجل تنمية جهة سيدي عامر اين توجد المغارة … عبرمشروع انجاز المسلك الاستغواري البيئي السياحي سيدي عامر عامي 2012 و 2013 ……
انجزته جمعية الاستغوار بسليانة بالشراكة مع الاتحاد الاوروبي ووكالة الاستثمار الالمانية والبنك العالمي والمرصد الوطي للشباب ….
واصبح لنا مسلك طريف استقطب ولا يزال الزوار …وتطلب منا بالخصوص العمل على ايجاد تراتيب تضبط زيارة الكهوف والمغاور والغابات بالشراكة مع الاطراف المتداخلة في اطار اللجنة الجهوية في المجال عام 2017..
كما انفتح هذا المسلك بالضرورة على تثمين المنتوج المحلي المميزة اقامة واعاشة بشكل خاص ..
.ولكن تعثر استمرار المشروع لاشكاليات عدة مركزها غياب وجود كراس شروط جهوي يعنى بالمجال السياحي…. وهو ما نطالب به منذ 2018..دون جدوى
وان كانت هذه مقاربتنا لاستثمار عين الذهب استثمارا مستداما يحافط على المغارة للاجيال القادمة …فاننا نعيش وقع مقاربة اخرى لا تراعي شروط التنمية المستدامة وخصوصية زيارة الكهوف والمغاور والغابات التي تضبطها قواعد علمية صارمة تجعل من زيارة المغارة امرا مستحيلا في بعض الحالات لغير المختصيهن كما الشان في فرنسا ….وسنعود لهذا الموضوع لاحقا….
اننا ازاء مخزون نادر عمره ملايين بل مئات ملايين الاعوام مما يجعله كنزا علميا عالميا لا يسمح المساس به …
وان كنا قد سعينا ولا نزال الى تامين الحد الادنى من الحفاظ على هذه الثروة الخاصة بسليانة وهو مجهود منقوص ..فاننا نسمع البعض يتحدث عن استثمار عين الذهب على شاكلة مغارة جعيطا بلبنان ….وهو استثمار قاتل سيقضي على المغارة وثروتها العلمية والبيئية ..
وهو بالاساس استثمار وحشي يغتصب حق الاجيال القادمة في عين الذهب..
نقول هذا ونحن نستحضر الى ما حدث ويحدث في وادي الزيتون في بنزرت ووادي الزان بطبرقة ومغارة عيز كريز من كوارث بيئية على سبيل الذكر ….
خلاصة القول ان جهتنا كنز تاريخي وبيئي وعلمي ….من حقنا ان نستثمره …ولكن…ولكن في سياق تنمية محلية وجهوية ووطنية مستدامة. …تحافظ على هذا المخزون النادر…وذاك امر ليس يالهين….