قال رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، شوقي الطبيب في تصريح لوسائل الإعلام “إن بعض الفاسدين يُحصّنون أنفسهم بالقفز إلى مركب قيادة الدولة وأن العديد منهم موجودون في مفاصل الدولة وفي الحكم”، مشيرا إلى أنهم “يستغلون النصوص القانونية للإفلات من العقاب، على غرار الفساد في الصفقات العمومية وذلك تحت حماية منظومة ترتيبية وتشريعية”.
ولاحظ الطبيب صباح اليوم الأحد بمدينة الثقافة بالعاصمة، في افتتاح أشغال المؤتمر الوطني الرابع لمكافحة الفساد، تحت شعار “مكافحة الفساد، مسار تشاركي”، أن المؤتمر الحالي يندرج في إطار “تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للحوكمة ومقاومة الفساد وترسيخ مفهوم المشاركة المجتمعية في مكافحة هذه الآفة وتغيير السلوكات وفقا لمنهج تشاركي بين الهيئة وكل مؤسسات الدولة ذات العلاقة”.
وأضاف في هذا السياق أن حضور 300 طفل قدموا اليوم من مختلف جهات الجمهورية، في إطار الشراكة مع وزارة التربية، “من شأنه تكريس أهمية العامل التربوي والثقافي، كأداة ناجعة في مكافحة الفساد وتأسيس الجمهورية الثانية القائمة على الشفافية والحوكمة”، قائلا “إنها معركة ومواجهة تتطلب وقتا طويلا”.
من جانبه أشار وزير التربية، حاتم بن سالم إلى أن هذا المؤتمر يعد فرصة للتأكيد على دور المدرسة في مكافحة الفساد، باعتبار تداعياته الوخيمة على البناء السليم المجتمعي وإرساء الدولة المدنية الجديدة والتي لا يمكن بناؤها إلا بالإستناد إلى الإطار التربوي العام.
وأكد أن مكافحة عقلية الفساد تنطلق بالأساس من المنظومة التربوية، لترسيخها في عقول الأطفال والناشئة، باعتبارها المجال الإستراتيجي لمكافحة هذه الافة بجدية، لافتا أيضا إلى عمل الوزارة على “مكافحة الفساد المالي والاداري داخلها ومقاومة جميع الظواهر، على غرار الدروس الخصوصية والمحاباة وتدخل اللوبيات في مجال التربية”.