أُضطر عدد هام من مربي الأبقار بمعتمدية فوسانة في ولاية القصرين، خلال الآونة الأخيرة إلى بيع جل قطيعهم بسبب ندرة المراعي الطبيعية ونقص المواد العلفية المركبة والخشنة وارتفاع سعرها بشكل جنوني، مقابل عدم أحقيتهم في التمتع بحصص من العلف المدعم.
وذكر الفلاح أحمد كامل خلفاوي أنه إضطر إلى بيع أغلب القطيع والإبقاء على عدد قليل منها في ظل الجفاف الذي تعيش على وقعه البلاد منذ فترة طويلة والنقص الفادح في المواد العلفية وارتفاع سعرها بشكل غير معهود، مع عدم تمتعه بحصة من العلف المدعم (شعير وسداري) باعتباره من حق صغار الفلاحين فقط (مربو الماشية).
واعتبر خلفاوي أن قطيع الأبقار بفوسانة تراجع بشكل كبير بسبب غياب المراعي وعدم قدرة مربي الأبقار على مجابهة المصاريف المهولة لتأمين نفقات القطيع من المواد العلفية، مشيرا إلى أن معتمدية فوسانة كانت تتوفر على حوالي 1400 رأس بقر خلال السنوات القليلة الفارطة، غير أن هذا العدد سجل تراجعا إلى أقل من 400 رأس مما أثر سلبا على قطاع الألبان، وفق تقديره .
وفي تصريحات متطابقة، أطلق عدد من مربي الأبقار بفوسانة صيحة فزع حول الوضع الصعب الذي يعيشونه، معتبرين ان ارتفاع أسعار الاعلاف هو “نتيجة فرض اسعار غير قانونية من قبل المحتكرين وسط غياب شبه تام للرقابة” وفق تعبيرهم، وطالبوا بحقهم في التمتع بحصة من العلف المدعم مثل غيرهم من مربي الماشية، حتى يتمكنوا من مجابهة المصاريف الكبيرة لتربية الأبقار والمحافظة على مورد رزقهم الوحيد، فضلا عن الايفاء بإلتزاماتهم المالية تجاه البنوك.
وأوضح رئيس دائرة الشؤون الاقتصادية بمركز الولاية، هادي العجيلي أن من حق صغار الفلاحين فقط التمتع بالمواد العلفية المدعمة من سداري وشعير، وحتى يتمكن مربو الأبقار من الحصول على حصصهم من العلف المدعم يجب أن ينتظموا في إطار مجامع تنموية، وأقر بوجود شبهات فساد في عملية توزيع الأعلاف المدعمة، مشيرا إلى وجود قائمات وهمية لصغار الفلاحين تمت مراجعتها وإحصاء المواشي الموجودة عند كل فلاح حتى يتمتعوا بالحصة القانونية.
وذكر بالمناسبة أن ولاية القصرين تتوفر على حوالي مليون و200 رأس غنم و10 الاف و158 رأس بقر و38 ألف مربي ماشية، وانها تتمتع بحوالي 2700 طن شهريا من مادة السداري (تراجعت كمياته خلال شهر افريل المنقضي بنسبة 50 بالمائة ) و68 ألف قنطار من مادة الشعير المدعم.