مع انطلاق أشغال قمة الفرنكوفونية: جزيرة جربة بين حركية سياسية وديبلوماسية وأخرى ثقافية

تعيش جزيرة جربة من ولاية مدنين، اليوم السبت، حدثا دوليا كبيرا بالانطلاق الرسمي لاشغال قمة الفرنكوفونية في دورتها 18 ، التي ستتسلم خلالها تونس رئاسة المنظمة للسنتين المقبلتين من رئيس الوزراء الأرميني .
وتدور اشغال القمة بالمنطقة السياحية بجزيرة، بعدد من الفضاءات التي وضعت على الذمة، لتتحول الطريق المؤدية اليها الى “مناطق حمراء”، تحت حراسة أمنية مشددة، يتطلب العبور منها اجراءات استثنائية خاصة.
وبانتهاء حدود “المناطق الحمراء”، تبرز الحياة بنسقها العادي فالمقاهي مفتوحة علقت بها شاشات التلفزيون لتبث لروادها اشغال القمة وأجواءها، وما ستسفر عنها من نتائج أعرب بعض الرواد عن أملهم في ان تعود بالنفع على تونس وخاصة اقتصاديا، وترتقي بفرص التعاون داخل هذا الفضاء الفرنكوفوني الذي تتباين بداخله اقتصاديات بلدانه الأعضاء.
وغير بعيد عن الجانب الرسمي وعن الحركية السياسية والديبلوماسية بمواقع احتضان فعاليات القمة، تتواصل الحركية كبيرة وسط الجزيرة بالقرية التونسية للفرنكوفونية، بما تحتويه من برمجة متنوعة تجمع بين المتغير من خلال الملتقيات وحلقات النقاش في مواضيع ثقافية واقتصادية ورقمية، وبين محتواها القار بأجنحتها المتعددة التي عكست تنوع الفضاء الفرنكوفوني وخصوصياته وثراء ثقافاته ومستوى تقدم بلدانه، والاسهام الفعال لتونس البلد المستضيف في اشغال هذه القمة.
وتعيش مدينة حومة السوق، اجواء متميزة ضمن الانشطة الموازية للقمة، اذ تتواصل العروض بمتحف العادات والتقاليد بسيدي الزيتوني، التي نظمتها وكالة احياء التراث ومركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي، الى جانب منتدى الجمعيات الذي جمع اكثر من 60 جمعية من عدة ولايات لعرض مشاريعها ومبادراتها محليا وجهويا، معاضدة لجهود الدولة في تحقيق التنمية بدعم من برنامج الامم المتحدة الانمائي.
كما انتظمت في اطار منتدى الجمعيات فقرات اخرى، من معرض لانتاجات جمعيات وبلدان زائرة، ورسوم جداريات تناولت مواضيع مختلفة بعضها انطلق من المشهد الطبيعي للجزيرة، واخرى تناولت مواضيع السلام والمرأة والمجال الافريقي وغيرها، والتي زوقت محيط فضاء الموارد الجمعياتية واضفت عليه أبعادا جمالية.
وتتواصل فعاليات “القرية الحرفية” التي نظمها الديوان الوطني للصناعات التقليدية، موفرا مجالا واسعا لاكثر من 70 حرفيا وحرفية لعرض منتوجات خصوصية لاغلب الجهات التونسية، لترويجها وللتعريف بها لدى الزوار الذين أقبلوا عليها بكثافة لاستكشاف منتوجات متنوعة من النسيج والخزف والسعف، في ابتكارات حديثة تستجيب لحاجيات الحياة المعاصرة والذوق الحديث.

Related posts

63 % نسبة التلاميذ المورّطين في العنف المدرسي و1% للأستاذ

عبر دعم إيطالي: تونس تخطط لإحداث 5 مناطق فلاحية بيولوجية نموذجية

وصول شحنة بـ3 آلاف طن من البطاطا الموردة إلى ميناء سوسة